مــقــالات
now browsing by category
ظواهر سادت ثمّ بادت (2) البيجو الجماعي
مسعود عمشوش
منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتي نهاية القرن، ظلّ البيجو سيّد المواصلات الجماعية للتنقل داخل عدن أو بين عدن والمدن الأخرى في بلادنا. وفي فرزات الشيخ وكريتر والتواهي كان علينا أن نتحلّى بالصبر والانتظار؛ فالسواقين لا يتحركون إلا بتسعة ركاب؛ ويصرون على حشك أربعة ركاب في الوسط وثلاثة في الخلف واثنين في القدام.. وأنت وبختك: أحيانا تزكمك رائحة المدخنين وأحيانا تنقلك روائح الفل والبخور إلى عوالم أخرى. لكن منذ مطلع هذا القرن الحادي والعشرين، تراجع الإقبال على تكاسي البيجو ولم نعد نراها كثيرا في الطرقات. فللتنقل بين المدن استطاعت باصات النقل الجماعي الكبيرة والراحة والرويشان والبراق، وغيرها أن تسحب البساط من البيجو. ثم أكملت الباصات المتوسطة والصغيرة ما تبقى، واليوم بالكاد يغادر بيجو واحد عدن إلى خارجها.
Read Moreظواهر سادت ثم بادت (1) الرسائل الورقية
مسعود عمشوش
منذ أقدم العصور، تُعدُّ الرسائل بمختلف أنواعها إحدى مقومات التواصل بين البشر؛ بين القادة المسئولين، وبين الأقارب المتباعدين، وبين الأحباب والعشاق المفرقين. وقد عرفت البشرية وسائل مختلفة للتواصل الشفهي أولا، ثم التراسل المكتوب في الجلود وأوراق البردى وسعف النخيل والأوراق وغيرها. وإضافة إلى الرُّسُل من البشر، استخدمت الخيول والكلاب والحمام الزائل، قبل السفن والقطارات والطائرات، لنقل الرسائل الورقية المكتوبة. وفي الحضارة العربية الإسلامية اكتسبت مهنة كتابة الرسائل أهمية بالغة، وخصصت لها وزارة (تسمى ديوان) وكان لها تأثير بالغ في سطوع نجم عدد من الأدباء والكتاب الوصوليين الذين أصبحوا من أشهر الوزراء. أما في الغرب فلم يتم إنشاء مؤسسة (البوست Post أو البوسطة) التي ورثت كثيرا من مهام شركات النقل البحري la messagerie))، إلا في مطلع القرن التاسع عشر، وبسرعة فائقة أصبح البريد من أهم مؤسسات الدولة التي استوعبت عشرات الآلاف من الموظفين في كل دولة. وتهافت الناس والشركات على شراء علب البريد، وانتشرت صناديق البريد في معظم الشوارع الرئيسية في المدن.
Read Moreتدريس اللغات الأجنبية
تدريس اللغات الأجنبية بين ضرورة الاتصال بثقافة الآخر وضرورة ترسيخ قيم الانتماء والهوية
(نُشِر في أول عدد من مجلة كلية الآداب جامعة عدن 2002)
د. مسعود عمشوش أستاذ الأدب العام والمقارن – كلية الآداب جامعة عدن
يعكس تاريخ أمتنا العربية مدى ارتباط نهضة أمةٍ ما بقدرتها على الاتصال بالأمم الأخرى والاستفادة من إنجازاتها المادية والفكرية. فمن المعلوم أن اتصال العرب بالشعوب الأخرى- كالفرس واليونان والأسبان وغيرهم-، لاسيما في العصر العباسي، كان من أهم عوامل ازدهار الحضارة العربية الاسلامية في ذلك الحين. ومن المسلم به أيضا أن الاتصال بالأمم الأخرى يرتكز أساساً على مدى إتقان اللغات الأجنبية والقدرة على الترجمة منها. ففي فترة الخلافة العباسية برز عدد كبير من أصحاب اللسانين الذين قاموا بدور كبير في تطوير عملية الترجمة من وإلى اللغة العربية، وقد قام الخليفة المأمون بتنظيم تلك العملية. كما أن تأسيس محمد علي باشا لمدرسة الألسن ودعمه للنهوض بحركة الترجمة في القرن التاسع عشر كانا من أهم عوامل النهضة العربية الحديثة. و تسعى مؤسسات التربية والتعليم في مختلف أقطار العالم إلى إدخال تدريس لغة أجنبية واحدة على الأقل في مناهج التعليم من المرحلة الابتدائية، بل أن كثيراً من الدول – ومنها سلطنة عمان- قد أدخلت تدريس اللغة الأجنبية ضمن مواد المستوى الأول من مرحلة التعليم الأساسي وذلك إدراكاً منها لأهمية دور اللغات الأجنبية في التنمية البشرية والمادية.
في ضيافة الأديب المحقق عَبْدَ الله الحبشي
مسعود عمشوش
ليلة 18 رمضان الماضي عرفت أن الأديب المحقق عبدَ الله محمد الحبشي قد عاد من الإمارات العربية المتحدة إلى بيته بمسقط رأسه الغرفة. وأكد لي الجميع أنه يرفض مقابلة الزائرين. لكنني انتهزت فرصة لقائي بالأستاذ المؤرخ الأديب جعفر محمد السقاف، بعد صلاة التراويح في حوش آل بن بصري، واقترحت عليه الذهاب للغرفة لزيارة الأديب عبد الله الحبشي في بيته بالغرفة، لقناعتي أنه من غير الممكن أن يرفض عبد الله الحبشي استقبال الأستاذ جعفر الذي فرح بالمقترح، لاسيما أنه لم يقابل عبد الله الحبشي منذ عودته من أبوظبي.
