خــبــابــــير
now browsing by category
لهجة حضرموت في كتابات فان دن بيرخ وكارلو دي لاندبرج

مسعود عمشوش
المقدمة: في مطلع الألفية الميلادية الأولى كان الحضارم يستخدمون لغة عربية جنوبية؛ هي اللغة الحضرمية، التي تعدُّ إحدى اللغات العربية الجنوبية القديمة، التي يطلق عليها: (لغات النقوش). ومن المؤكد أن الحضارم، المشهورين بحبهم للترحال والهجرة، كانوا حينها على اتصال بسكان مختلف مناطق الجزيرة العربية بما في ذلك الحجاز. ولا شك في أن كثيرا منهم كان يتقن اللغة العربية الحجازية (الشمالية)، التي أصبحت اللغة العربية الفصحى. ومنذ دخول الحضارم الإسلام في مطلع القرن السابع الميلادي (الهجري الأول) أخذت اللغة العربية (الحجازية) الفصحى تحلُّ، في حضرموت، في مكان اللغة الحضرمية، وذلك في الكلام والكتابة. وتدريجيا، ومثلما هو الحال في معظم الأقطار التي أصبحت اللغة العربية الحجازية أو الفصحى اللغة الرسمية، برز اختلاف بين اللغة العربية الكتابية ولغة الكلام أو الدارجة التي تسمى اللهجة. وقد احتفظ الحضارم في لهجتهم العربية الدارجة بعددٍ كبيرٍ من المفردات وبعض التراكيب الصرفية والصوتية الخاصة بلغتهم الحضرمية القديمة.
Read Moreصور عدن الفوتوغرافية في كتب الرحلات الغربية

مسعود عمشوش
بعد أن تناولنا في مقالنا السابق (بدايات التصوير الفوتوغرافي وتوظيفه في الكتب والمجلات)، نكرّس السطور الآتية لعرض كيفية توظيف الصور الفوتوغرافية في بعض كتب الرحالة الغربيين. ومن المعلوم أن كتب الرحلات كانت في الأساس تعتمد كليّاً على النصوص. لكن بعد اكتشاف التصوير الفوتوغرافي في مطلع القرن التاسع عشر، حرص معظم الرحالة والمستكشفين على اقتناء معدات التصوير الفوتوغرافي، التي كانت في البداية كبيرة الحجم ومتعددة الأجزاء، وذات تقنيات فنية محدودة، مما جعل عملية التصوير صعبة ومكلفة. كما أنّ التنقل من مكان إلى آخر كان تحدياً كبيراً، لاسيما في المناطق النائية والجبلية والصحراوية، ومنها بلادنا. وفي بعض المجتمعات كانت هناك بعض القيود الاجتماعية والثقافية على التصوير. لكن مع مرور الوقت، تطورت العادات والتقنيات وأصبح التصوير الفوتوغرافي أكثر سهولة وأعلى مستوى فنيا. وعند نهاية القرن التاسع عشر صارت الصور الفوتوغرافية جزءاً أساسيا من كتب الرحلات، وساعدت الرحالة على إضافة بعد بصري واقعي على السرد النصي لرحلاتهم؛ فمن من خلال الصور تمكنوا من توثيق مناظر الطبيعة والحياة اليومية في المناطق التي يزورونها، لاسيما في الشرق.

عدن سنة 1708 في كتابات الرحالة الفرنسي جان دي لاروك

سنة 1708 زار الصحفي الرحالة الفرنسي جان دي لا روكي ( Jean de Laroque، الذي في مارسيليا ولد في 19 فبراير 1661 وتوفي في 8 ديسمبر 1745 في باريس ) عدن التي لم تكن تلك القرية التي تحدث عنها هينس عند وصوله إليها سنة 1839. فهو وصفها على النحو الآتي: “ما كدنا نرسو في الطريق إلى عدن، رافعين الراية الفرنسية، حتى أرسل الحاكم لنا قاربين محملين بالكثير من المؤن، مرحباً بنا على لسان أحد الضباط، ولأننا كنا على مسافة أكثر من فرسخ من المدينة، لم نبلغ الشاطئ ذلك اليوم، ولم نجد من المناسب حجز أنفسنا تحت قلعة في بلد لا يزال أهله مجهولين بالنسبة لنا ولكن في وقت مبكر من صباح اليوم التالي أرسلنا وفداً لتحية الحاكم. وفي غضون ذلك حبيناه بطلقات من سبعة مدافع في كل سفينة، رد عليها من مدافع القلعة التي تسيطر على الطريق الأقرب إلى المدينة، وأرسل فوراً لتحيتنا مرة ثانية مع الدعوة بالقدوم إلى الشاطئ، واحتشدت قوارب البلد حولنا لتقدم لنا كل أنواع المؤن وكنا قد أدركنا بالفعل أن العرب شعب متحضر وأكثر تعوداً على رؤية الأجانب مما تصورنا. وذهب السيد دي شامبلوريه ومضيت معه بصحبة بعض الضباط من سفننا الثلاث إلى الشاطئ بعد تناول الغداء، ووجدنا على المدخل بعض الجنود الذين اصطحبونا إلى بوابة يطلقون عليها بوابة البحر العظيمة بسبب كبر حجمها ومواجهتها للمرفأ وكان أمامها مجموعة من الحراس.
Read Moreعدن في الأدلة السياحية الفرنسية

عدن قاعدة سياحية مسعود عمشوش
من المعلوم أن عدن، التي جاء ذكرها في الإنجيل، قد حظيت باهتمام الغربيين منذ قديم الزمان. وزاد من أهميتها موقعها في طريق التجارة بين الغرب والهند والصين. ولا شك أنّ احتدام الصراع الاستعماري بين فرنسا وبريطانيا في مطلع القرن التاسع عشر قد أكسب عدن أهمية أكبر؛ حتى أن الرحالة الفرنسي لويس سيمونان أطلق عليها: “جبل طارق البحر الأحمر”. كما أنّ عدن، بعد أن احتلها البريطانيون سنة 1839، صارت بالنسبة للرحالة والمستكشفين والمبشرين الفرنسيين وغيرهم نقطة انطلاق نحو الجزء الشرقي من القارة الأفريقية. وكثير هم الغربيون الذين كتبوا عن عدن؛ فمنهم من وصفها في رسائله أو مذكراته، ومنهم من كرس لها دراسة أو كتاباً كاملاً. فبدءاً بكلود موريسو وسامسون في القرن السابع عشر، وفيكتور فونتانيه ولويس سيمونان وآرثر دي غوبينو وألفرد بارديه وآرثر رامبو والرحالة الألماني هينريتش فون مالتزان، في القرن التاسع عشر، وبول نيزان وهنري مونفرد وبول موراند وفيليب سوبو وأندريه مالرو، وحتى إريك مرسيه مؤلف (عدن: مسار مقطوع) 1997، وجوزيه ماري- بل صاحب (عدن الميناء الأسطوري لليمن) 1998، وجان- هوغ بيرو جان- جاك لفرير وبيير لروا الذين نشروا في مطلع سنة 2001 كتابا عن (رامبو في عدن)، ما زالت عدن تحظى باهتمام كبير من الرحالة الغربيين. ويتجسد ذلك الاهتمام كذلك في الأدلة السياحية التي كرسها الغربيون لمدينة عدن وحدها، أو لجنوب الجزيرة العربية. وفي هذه السطور سنقدم الكيفية التي قُدّمت بها عدن في الدليل السياحي الذي كتبه باللغة الفرنسية إيمانويل جيرود عن (اليمن Yemen)، ونُشِر سنة 1996ضمن سلسلة الأدلة السياحية التي تنشرها دار (أرتو Arthaud) الشهيرة. وقد وضع الفنان جوزيه-ماري بيل مقدمة للدليل وقام باختيار الصور والرسومات والخرائط.
Read More