موقع ثقافي تعليمي

تـــرجــــمــات

now browsing by category

 

السنوات الأخيرة للوجود البريطاني في الجنوب العربي

تأليف فانراج شيت*

ترجمة مسعود عمشوش

انقسام المكونات الوطنية السياسية في الجنوب العربي:

     في شهر مارس سنة 1965 انقسمت القوى الوطنية؛ واختلف حزب الشعب الاشتراكي، ورابطة أبناء الجنوب العربي؛ والسلاطين المنفيين لكل من محمية لحج ومحمية الفضلي ومحمية العوالق من جهة، والجبهة القومية من جهة أخرى، حول ضرورة إعطاء الأولوية للكفاح المسلح، أو للحل السياسي في الجنوب العربي؛ وبسبب ذلك تعززت آمال حكومة حزب العمال البريطانية، في نجاح الحل التفاوضي لاستقلال الجنوب العربي مع قيادة النقابات العمالية العدنية والمعتدلين الآخرين. وأدى اصطفاف عدد من الوطنيين الجنوبيين إلى تشكيل منظمة تحرير الجنوب العربي. وبرز إلى السطح الصراع بين مختلف المكونات السياسية الوطنية في الجنوب العربي، التي يطمح كل منها في الاستيلاء على السلطة عند رحيل بريطانيا.  وأصبحت الجبهة القومية، التي باتت تواجه قوى سياسية أخرى في مقدمتها منظمة تحرير الجنوب المنافسة لها للاستيلاء على السلطة، معزولة سياسياً. وقد سبق أن وضع قرار المجلس التشريعي لعدن إطاراً للإجراءات السلمية؛ التي من خلالها سيتم تحقيق الاستقلال. وأرغمت تلك المتغيرات السياسية وزير المستعمرات البريطانية على القيام بزيارة مفاجئة لعدن في شهر يوليو 1965. وفي نهاية هذه الزيارة تم استدعاء حكومة عدن وجميع الأحزاب السياسية؛ للسفر إلى لندن للتحضير للمؤتمر الدستوري المزمع عقده في نهاية السنة. وقد أنذرت حكومة عدن أنها ستتراجع عن المحادثات إذا لم يتم تطبيق قرار الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه حافظت على الاتصال الوثيق مع الرئيس جمال عبد الناصر، وأجرى المكاوي (رئيس الحكومة) مناقشات معه وهو في طريقه إلى لندن وعند عودته منها. وقد أدت تحفظات الحكومة البريطانية أثناء مؤتمر لندن، حول التطبيق الكامل لقرارات الأمم المتحدة إلى أزمة مستعصية أفشلت المحادثات. وبينما تجاوز إصرار حكومة عدن آمال المجلس التشريعي لعدن، وُصف المكاوي بأنه عميل لعبد الناصر من قبل الصحف البريطانية المحافظة، التي قدمته كشخص يرزح تحت ضغوطات مصر، ويسعى إلى تقويض الحكومة المستقرة في عدن. ونتجت عن زيارة المكاوي للقاهرة للتشاور مع ناصر وتعبيره عن امتنانه لجمال عبد الناصر في قاعة المجلس التشريعي شكوك بريطانيا. وأكد البيان السياسي لحكومة عدن أن السلطة يجب أن تسلم لممثلي الشعب الحقيقيين المنتخبين من جميع أنحاء البلاد، ويجب أن يتم تطبيق قرار الأمم المتحدة كاملاً.

Read More

سحر لحج والمسيمير وتجارة القات

الفصل التاسع من كتاب (الجزيرة العربية والجزر،  1942)

تأليف هارولد انجرامز  

 ترجمة مسعود عمشوش

خلف الشيخ عثمان مباشرة تقع أراضي أقرب جيران عدن، صاحب السمو العبدلي سلطان لحج، أول رئيس لمحميات [عدن]  الغربية. وتقع محمية لحج خلف مركز الشرطة والشيخ عثمان والحاجز الذي يقع على الطريق المؤدي إلى دار الأمير. وهذا الطريق هو في الواقع الطريق نفسه الذي يقود إلى بلاد اليمن عبر لحج وبلاد السلطان الحوشبي؛ فأنت تصل عبره، بعد نحو مائة ميل، إلى تعز. ومن تعز يمكنك الوصول إلى الحديدة بالسيارة، وأعتقد أنه إذا تمكنت من ترتيب الوقود وجميع التصاريح اللازمة، ولم تتعطل بشكل لا رجعة فيه، يمكنك في النهاية الوصول إلى لندن. فخلال الحرب السعودية-اليمنية، وصلت قوات الملك عبد العزيز إلى الحديدة في شاحنات فورد من جدة، ومن جدة قاد السيد والسيدة فيلبي سيارتهما إلى لندن.

**

كانت قد مضت عشرة أيام على وصولنا إلى عدن، عندما انطلقنا لنتعرف على لحج لأول مرة. بلغنا أولا مركز الشرطة الذي رأيناه في زيارة العام الماضي، لكن هذه المرة كانت لحظةً مُبهجة، إذ لم نعد غرباء، فحالما تأكد الشرطي عند الحاجز من هويتي، دفع البوابة ودخلنا أرضنا الموعودة. ولمسافة مئتي ياردة كنا في أرض محايدة، وبعد أحد الأعمدة الحجرية التي تُشير إلى الحدود، وصلنا حصن جمارك العبدلي التابع للسلطان العبدلي. وبعده يقطع عمود آخر الطريق بين دار قائد الحصن الطيني العالي ومبنى آخر أصغر مفتوح الواجهة، حيث يستلقي الضابط أو أحد أتباعه على أريكة مرتفعة لاستلام الجمارك. ويظل بلا مبالاة وبلا أي انفعال ينفث دخان نرجيلة، بينما تُنزل حشود من البدو الصاخبين جمالهم، أو تغلي الحافلات المكتظة بشدة، بينما تُفتّش أمتعة الركاب.

Read More

عدن سنة 1708 في كتابات الرحالة الفرنسي جان دي لاروك

سنة 1708 زار الصحفي الرحالة الفرنسي جان دي لا روكي ( Jean de Laroque، الذي في مارسيليا ولد في 19 فبراير 1661  وتوفي في 8  ديسمبر 1745 في باريس ) عدن التي لم تكن تلك القرية التي تحدث عنها هينس عند وصوله إليها سنة 1839. فهو وصفها على النحو الآتي: “ما كدنا نرسو في الطريق إلى عدن، رافعين الراية الفرنسية، حتى أرسل الحاكم لنا قاربين محملين بالكثير من المؤن، مرحباً بنا على لسان أحد الضباط، ولأننا كنا على مسافة أكثر من فرسخ من المدينة، لم نبلغ الشاطئ ذلك اليوم، ولم نجد من المناسب حجز أنفسنا تحت قلعة في بلد لا يزال أهله مجهولين بالنسبة لنا ولكن في وقت مبكر من صباح اليوم التالي أرسلنا وفداً لتحية الحاكم. وفي غضون ذلك حبيناه بطلقات من سبعة مدافع في كل سفينة، رد عليها من مدافع القلعة التي تسيطر على الطريق الأقرب إلى المدينة، وأرسل فوراً لتحيتنا مرة ثانية مع الدعوة بالقدوم إلى الشاطئ، واحتشدت قوارب البلد حولنا لتقدم لنا كل أنواع المؤن وكنا قد أدركنا بالفعل أن العرب شعب متحضر وأكثر تعوداً على رؤية الأجانب مما تصورنا. وذهب السيد دي شامبلوريه ومضيت معه بصحبة بعض الضباط من سفننا الثلاث إلى الشاطئ بعد تناول الغداء، ووجدنا على المدخل بعض الجنود الذين اصطحبونا إلى بوابة يطلقون عليها بوابة البحر العظيمة بسبب كبر حجمها ومواجهتها للمرفأ وكان أمامها مجموعة من الحراس.

Read More

عدن في كتابات فريا ستارك

مسعود عمشوش

فريا ستارك (1893-1993) واحدة من أشهر الرحالة الغربيين الذين زاروا عدن خلال النصف الأول من القرن العشرين. وقد ألفت أكثر من ثلاثين كتابا سردت فيها الرحلات التي قامت بها إلى مختلف أقطار الشرق الأوسط بين سنة 1927 وسنة 1983، وكرّست أربعة من تلك الكتب، بالإضافة إلى عددٍ من الدراسات التي نشرتها في الدوريات العلمية المتخصصة، لتقديم بعض جوانب الحياة في عدن وبعض المدن الجنوبية الأخرى. وفي اعتقادنا تكتسب كتابات فريا ستارك حول عدن أهمية توثيقية كبيرة، إذ أنها تتضمن معلومات استخباراتية لن نعثر عليها في أي وثيقة تاريخية أخرى، لاسيما رصدها للأحداث اليومية في عدن خلال السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية، التي تمَّ خلالها قصف المدينة بشكل عنيف من قبل القواعد الألمانية والإيطالية في القرن الإفريقي. ومن الأسباب التي حفزتنا على دراسة كتابات فريا ستارك عن عدن: الأسلوب الفريد الذي استخدمته المؤلفة في تدوين رحلاتها التي ترجمت إلى معظم اللغات الأوروبية، الذي جعل كتبها من أروع ما ألف في أدب الرحلات باللغة الإنجليزية. ومن المعلوم أن فريا ستارك لم تكتف بقلمها، بل استخدمت كذلك آلة التصوير لتتمكن من جذب أكبر عدد ممكن من القراء. فهي قبل رحلتها الأولى إلى جنوب الجزيرة العربية قامت بشراء LeicaIII التقطت بها نحو 6000 صورة أصرت أن تظل جميعها باللونين الأسود والأبيض حتى بعد أن أصبحت الصور الملونة هي السائدة في الثمانينات من القرن الماضي. وقد ضمنت فريا ستارك كل واحد من كتبها الثلاثة الأولى عددا من الصور تبرز في بعضها بعض مناظر لعدن وسكانها.

Read More