L A T E S T P O S T S
السنوات الأخيرة للوجود البريطاني في الجنوب العربي
وادي عدم وحاضرته ساه
حريضة مقر (سين) آلهة حضرموت القديمة
عينات الحاضرة الروحية لحضرموت ويافع
بور حاضرة أصحاب الرّس ونبيهم حنظلة
صيف حاضرة حضرمية تستعيد ألقها
(رحلتي إلى النـِّـيد) لعمر عبد الله العامري
ما مدى قدرة قيادات فروع الأحزاب اليمنية في حضرموت في الدفاع عن استقلال حضرموت وحقوقها؟
هل لدى كبار مسؤولينا إدارات مراسيم وعلاقات عامة فعّالة؟
قوت الطالحين في حضرموت
سحر لحج والمسيمير وتجارة القات
الفصل التاسع من كتاب (الجزيرة العربية والجزر، 1942)
تأليف هارولد انجرامز
ترجمة مسعود عمشوش
خلف الشيخ عثمان مباشرة تقع أراضي أقرب جيران عدن، صاحب السمو العبدلي سلطان لحج، أول رئيس لمحميات [عدن] الغربية. وتقع محمية لحج خلف مركز الشرطة والشيخ عثمان والحاجز الذي يقع على الطريق المؤدي إلى دار الأمير. وهذا الطريق هو في الواقع الطريق نفسه الذي يقود إلى بلاد اليمن عبر لحج وبلاد السلطان الحوشبي؛ فأنت تصل عبره، بعد نحو مائة ميل، إلى تعز. ومن تعز يمكنك الوصول إلى الحديدة بالسيارة، وأعتقد أنه إذا تمكنت من ترتيب الوقود وجميع التصاريح اللازمة، ولم تتعطل بشكل لا رجعة فيه، يمكنك في النهاية الوصول إلى لندن. فخلال الحرب السعودية-اليمنية، وصلت قوات الملك عبد العزيز إلى الحديدة في شاحنات فورد من جدة، ومن جدة قاد السيد والسيدة فيلبي سيارتهما إلى لندن.
**
كانت قد مضت عشرة أيام على وصولنا إلى عدن، عندما انطلقنا لنتعرف على لحج لأول مرة. بلغنا أولا مركز الشرطة الذي رأيناه في زيارة العام الماضي، لكن هذه المرة كانت لحظةً مُبهجة، إذ لم نعد غرباء، فحالما تأكد الشرطي عند الحاجز من هويتي، دفع البوابة ودخلنا أرضنا الموعودة. ولمسافة مئتي ياردة كنا في أرض محايدة، وبعد أحد الأعمدة الحجرية التي تُشير إلى الحدود، وصلنا حصن جمارك العبدلي التابع للسلطان العبدلي. وبعده يقطع عمود آخر الطريق بين دار قائد الحصن الطيني العالي ومبنى آخر أصغر مفتوح الواجهة، حيث يستلقي الضابط أو أحد أتباعه على أريكة مرتفعة لاستلام الجمارك. ويظل بلا مبالاة وبلا أي انفعال ينفث دخان نرجيلة، بينما تُنزل حشود من البدو الصاخبين جمالهم، أو تغلي الحافلات المكتظة بشدة، بينما تُفتّش أمتعة الركاب.
Read Moreأغاني السناوة في وادي حضرموت
مسعود عمشوش
من أبرز مكونات التراث اللامادي في وادي حضرموت أغاني السناوة أو المقود. والسناوة هي عملية رفع الماء من البئر في وادي حضرموت وظفار قبل أن يتم تعميم استخدام المكائن لرفع المياه الجوفية للشرب وريّ المزروعات. والسناوة يقوم بها الإنسان بمفرده أو بمساعدة بقرة أو ثور أو حمار أو جمل. ولتسهيل الرفع يتم حفر منحدر بجانب البئر يسمى المقود. ولكي يتجنب السناة ملل تكرار عملية النزول والصعود في المقود يقومون بترديد بعض الأبيات الشعرية أو الأغاني القصيرة، وذلك بشكل تناوبي أو جماعي. وإذا كانت السناوة نفسها قد اختفت في حضرموت في مطلع ستينيات القرن الماضي بعد أن تمّ تعميم استخدام المكائن (وفي الغالب اللاستر) لرفع المياه الجوفية، فأغاني السناوة ظلت تردّد من قبل المزارعين أثناء عمليات الحراثة وعند حصاد القمح والذرة حصاد. ومن المؤكد أن عذوبة أغاني “السناوة” أو المقود الجماعية قد جذبت كثيرا انتباه زوار حضرموت، لاسيما المستعربين، الذين قاموا بتوثيقها نصيا وصوتيا وبصريا. ومن المؤكد أيضاً أن ما كتبه لاندبرج وسرجانت عن السناوة وأغانيها كان حافزا مهما لعدد من الحضارم الذين كتبوا بعد ذلك عن السناوة وأغانيها.
Read Moreلهجة حضرموت في كتابات فان دن بيرخ وكارلو دي لاندبرج
مسعود عمشوش
المقدمة: في مطلع الألفية الميلادية الأولى كان الحضارم يستخدمون لغة عربية جنوبية؛ هي اللغة الحضرمية، التي تعدُّ إحدى اللغات العربية الجنوبية القديمة، التي يطلق عليها: (لغات النقوش). ومن المؤكد أن الحضارم، المشهورين بحبهم للترحال والهجرة، كانوا حينها على اتصال بسكان مختلف مناطق الجزيرة العربية بما في ذلك الحجاز. ولا شك في أن كثيرا منهم كان يتقن اللغة العربية الحجازية (الشمالية)، التي أصبحت اللغة العربية الفصحى. ومنذ دخول الحضارم الإسلام في مطلع القرن السابع الميلادي (الهجري الأول) أخذت اللغة العربية (الحجازية) الفصحى تحلُّ، في حضرموت، في مكان اللغة الحضرمية، وذلك في الكلام والكتابة. وتدريجيا، ومثلما هو الحال في معظم الأقطار التي أصبحت اللغة العربية الحجازية أو الفصحى اللغة الرسمية، برز اختلاف بين اللغة العربية الكتابية ولغة الكلام أو الدارجة التي تسمى اللهجة. وقد احتفظ الحضارم في لهجتهم العربية الدارجة بعددٍ كبيرٍ من المفردات وبعض التراكيب الصرفية والصوتية الخاصة بلغتهم الحضرمية القديمة.
Read Moreصور عدن الفوتوغرافية في كتب الرحلات الغربية
مسعود عمشوش
بعد أن تناولنا في مقالنا السابق (بدايات التصوير الفوتوغرافي وتوظيفه في الكتب والمجلات)، نكرّس السطور الآتية لعرض كيفية توظيف الصور الفوتوغرافية في بعض كتب الرحالة الغربيين. ومن المعلوم أن كتب الرحلات كانت في الأساس تعتمد كليّاً على النصوص. لكن بعد اكتشاف التصوير الفوتوغرافي في مطلع القرن التاسع عشر، حرص معظم الرحالة والمستكشفين على اقتناء معدات التصوير الفوتوغرافي، التي كانت في البداية كبيرة الحجم ومتعددة الأجزاء، وذات تقنيات فنية محدودة، مما جعل عملية التصوير صعبة ومكلفة. كما أنّ التنقل من مكان إلى آخر كان تحدياً كبيراً، لاسيما في المناطق النائية والجبلية والصحراوية، ومنها بلادنا. وفي بعض المجتمعات كانت هناك بعض القيود الاجتماعية والثقافية على التصوير. لكن مع مرور الوقت، تطورت العادات والتقنيات وأصبح التصوير الفوتوغرافي أكثر سهولة وأعلى مستوى فنيا. وعند نهاية القرن التاسع عشر صارت الصور الفوتوغرافية جزءاً أساسيا من كتب الرحلات، وساعدت الرحالة على إضافة بعد بصري واقعي على السرد النصي لرحلاتهم؛ فمن من خلال الصور تمكنوا من توثيق مناظر الطبيعة والحياة اليومية في المناطق التي يزورونها، لاسيما في الشرق.

