موقع ثقافي تعليمي

14 أكتوبر مدونتنا الأولى

(14 أكتوبر) مدونتنا الأولى       بقلم مسعود عمشوش

قبل أسبوع، وتحديدا يوم السبت الموافق التاسع عشر من يناير، مرت الذكرى الـ(43) على تأسيس صحيفة 14 أكتوبر في 19 يناير 1968. ومن المعلوم أن 14 أكتوبر كانت و لا تزال صحيفة رسمية تعكس بشكل أساسي وجهة نظر الحكومة والنظام. ونتيجة لذلك فقد مرت – مثل البلاد- بمنعطفات ومتغيرات فكرية مختلفة.

وبما أن هاجس الكتابة موجود بقوة في كل مكان وزمان فقد لجأ إلى الكتابة في هذه الصحيفة الرسمية معظم المثقفين والأدباء في مختلف الفترات وبغض النظر عن توجهاتها الفكرية العقائدية، لاسيما أن إمكانيات النشر الأخرى كانت في السبعينيات وحتى نهاية القرن الماضي محدودة أو معدومة تمام، وبصورة خاصة أمام الأدباء الشباب.

وللأمانة فقد احتضنت 14 أكتوبر جمعية الأدباء الشباب التي تأسست في منتصف السبعينيات وضمت أدباء شباباً من بينهم عبد الله باكدادة وعبدالرحمن إبراهيم وجنيد محمد الجنيد ومحمد حسين هيثم وشوقي شفيق ومبارك سالمين وحمزة هب الريح وحبيب سروري وعمر محمد عمر وآخرون. ومن خلال الصفحة الثقافية استطاع هؤلاء الشباب نشر إرهاصاتهم الشعرية والقصصية الأولى. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفقيد شكيب عوض لم يلتزم بحجب تلك الكتابات الإبداعية (الخالية من الالتزام الفكري) مثلما فعل ذلك بعض زملائه المؤدلجين في الصحيفة.

كما أن 14 أكتوبر كانت الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد التي تصدر (ملحقاً ثقافياً)، وذلك تحت إشراف القاص نجيب مقبل الذي يشغل حاليا نائب رئيس تحرير الصحيفة. ويقول الباهيصمي إن الصحيفة كانت كذلك أول منتدى للمبدعين في عدن حيث كانوا يأتون إليها للنقاش مع عوض باحكيم وعبدالله الدويلة والإخوة شكيب عوض وسالم الفراص وآخرين.

وفي الختام أقول: رغم الإمكانيات البدائية التي كانت لدى 14 اكتوبر في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي فقد استطاعت أن تقوم بدور متميز في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية في محيطها في بيئتها ومحيطها الجغرافي. وعلى الرغم من كونها صحيفة رسمية فقد ساعدت على صقل العديد من المواهب و تشجيعها و إبرازها إلى عالم الوجود. لذا فهي تستحق الشكر والاحترام و التقدير على هذا الدور التاريخي الكبير …

واليوم، إذا ما قارنا ما تنشره (14 أكتوبر) بما تقوم بنشره (الجمهورية) – وهي صحيفة تعز الرسمية- التي فتحت الباب لأقلام مختلف أبناء تعز، لاسيما أولئك الذين ينادون بالتغيير، نلمس أن صحيفتنا (14 أكتوبر) لا تزال تتردد في نشر مختلف المقالات والآراء التي يعبر عنها أبناء هذه المدينة التي تحتضنها منذ 44 سنة. وأتمنى أن تستطيع الصحيفة استعادة دورها وتفاعلها مع بيئتها ومحيطها الجغرافي، وأن تتمكن رئاسة تحريرها أن تستفيد بشكل إيجابي من السياسة التي تتبعها صحيفة (الجمهورية). وعندئذ فقط سنرى 14 أكتوبر كل صباح بين أيدي قراء عدن الذين لا نرى بين أيديهم اليوم إلا أخبار اليوم والشارع وربما مأرب برس.

 

 

Comments are Closed