خــبــابــــير
now browsing by category
جرأة الظفاري في عرف الخزامي
مسعود عمشوش
لن يختلف اثنان حول أن الأستاذ الدكتور جعفر عبده الظفاري كان باحثا ذكيا وواسع الاطلاع. فدراساته الأكاديمية الرائدة للشعر الحميني التي حضرها في بريطانيا دفعته إلى التنقل بين عدد كبير من مكتبات العالم مما مكنه من الاطلاع على كم هائل من المصادر العربية والأجنبية التي تتناول تاريخ بلادنا. ولعل من أبرز السمات النوعية في الخطاب العلمي الأكاديمي للظفاري اتكاءه الدائم على نمط ريادي مغاير من الطرح يتأسس على قراءات متعمقة ومتعددة لمعظم مصادر التاريخ.
وقد بدا لنا أن من أوضح ميزات هذا الخطاب وأجلاها على الإطلاق: الجرأة في تناول موضوعات تاريخية في غاية الأهمية والحساسية. ولا شك أن كثيرا ممن عرفوا الظفاري عن قرب قد لمسوا تلك الجرأة التي يتميز بها الأستاذ د. جعفر الظفاري في جوانب عدة من شخصيته. فهو العالم الذي رفع شعار (لا تقف على ما ليس لك به علم) وتوسم في نفسه المقدرة على التمعن في موضوعات هي في الحقيقة “أمور يمر بها كتاب العربية دون أدنى تمعن”.
وفي هذه المقالة الموجزة لن نتطرق إلا إلى جرأة الظفاري في ما طرحه من أفكار موثقة كتابيا في الدراستين التي ضمنهما كتابه (عرف الخزامي: دراسات في التاريخ اليمن)، وسنهمل تلك الآراء الجريئة التي كان يرددها لكنه لم يوثقها في بحث منشور أو مستقل.
Read Moreجرأة الظفاري في ملاحظاته حول القانون 22 والقرار الوزاري
مسعود عمشوش
بعد عودتي من فرنسا في منتصف سنة ١٩٨١، أشرف الدكتور جعفر الظفاري على جميع إجراءات تعييني في جامعة عدن. ومنذ ذلك الحين ربطتني به علاقة علمية طيبة، وشجعني على ممارسة الترجمة والتركيز على ما كتبه الغربيون عن بلادنا. وبعد حصولي على لقب أستاذ مساعد والدكتوراه سنة ١٩٨٨ شجعني على الإسراع في التقديم لطلب لقب أستاذ مشارك، وكان هو من بين لجنة تحكيم أبحاثي.
وبعد وفاته في سنة 2009 طلبت مني لجنة إعداد كتاب التأبين إعداد مشاركة لضمها في الكتاب. وانكببت فعلا على الكتابة حول الجانب الذي شدني كثيرا في شخصية الظفاري: الجرأة. وكتبت مقالة بحثية أولى بعنوان (جرأة الظفاري في عرف الخزامي)، وقدمتها للجنة إعداد الكتاب. لكني فوجئت بعدم اعتمادها فنشرتها في الصحافة. وكتبت مقالة بحثية أخرى بعنوان (جرأة الظفاري في ملاحظاته حول القانون ٢٢ والقرار الوزاري)، حاولت أن استكشف فيها أسباب انسحاب جعفر الظفاري من منصب نائب رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية سنة ١٩٨٢، بعد تعيين د. سالم عمر بكير رئيسا للجامعة ود. عمر علي نائبا سياسيا له. وبما أن هناك من يحاول تفسير الانسحاب الإرادي للظفاري من منصبه بأسباب أخرى، فضلت الاحتفاظ بالمقالة في الدرج. وها أنا ذا اليوم أسحبها من مخبأها وأقدمها للقارئ.
Read Moreقراءة أولى في مذكرات بوريس جونسون وإنجيلا ميركل
مسعود عمشوش
تعدُّ كتابة المذكرات أحد أهم أشكال كتابة الذات. وتتميّز المذكرات عن السيرة الذاتية بعدم تركيز مؤلفها على سرد تفاصيل حياته الشخصية، التكوينية والعائلية. وبدلا من ذلك يركز المؤلف على مشاركته ودوره المهم في الحياة العامة وعلاقاته مع الآخرين ومنذ بداية ثمانينيات القرن العشرين. والمذكرات مثل السيرة الذاتية جنس قديم مارس كتابته منذ القدم عددٌ من العرب والأجانب. ولا شك أن الانفتاح الذي شهدته معظم أقطار العالم منذ القرن الثامن عشر قد شجع عددا من السياسيين على تدوين تجاربهم الذاتية وصوغها في أشكال تعبيرية تقع في معظمها ضمن دائرة المذكرات التي أضحت جزءاً من المشهد السياسي في العالم كله، إذ لا يكاد يمر أسبوع أو شهر من دون أن تصدر مذكرات شخصية لهذا الرئيس أو ذلك الزعيم السياسي أو تلك الشخصية “الاعتبارية”. ولا ريب في أن التعددية السياسية قد دفعت بعض محترفي السياسة أو عشاقها إلى الإدلاء بدلوهم أو شهادتهم إسهاما منهم في كتابة التاريخ الصاخب للقرن العشرين ومطلع هذه الألفية، وذلك بهدف تذكير القراء بمكانتهم وأهمية رصيدهم السياسي أو النضالي، ولأنهم يرون أن تجاربهم في الحياة يمكن أن تقدم فائدةً ما للقارئ. وقد حظيت مذكرات نهرو وانديرا غاندي وهتلر وباراك أوباما بنجاح كبير وترجمت إلى عدد كبير من لغات العالم. (انظر كتابي: أشكال كتابة الذات في حضرموت: السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات) وفي نهاية منتصف هذا الشهر (نوفمبر 2024) صدر كتاب مهم يتضمن مذكرات رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون (مطلق العنان Unchained)، وسيصدر يوم الثلاثاء القادم كتاب آخر يحتوي على مذكرات رئيسة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل (الحرية). وفي الصفحات الآتية سنقدم قراءة للمقتطفات الطويلة التي سبق أن نشرت من هذين الكتابين في عدد من الصحف الغربية.
Read Moreأحمد عمر بافقيه رائد صحافة الجنوب العربي
مسعود عمشوش
عندما نتناول تاريخ الصحافة في الجنوب العربي علينا أن نبدأ بذكر أسماء عددٍ غير قليل من الحضارم، الذي مارسوا الكتابة وإصدار الصحف في المهجر الشرقي وفي الجنوب العربي منذ مطلع القرن العشرين، من أبرزهم محمد بن هاشم وعلي أحمد باكثير وعلي عقيل بن يحيى وأحمد عمر بافقيه. ويتميّز بافقيه عن الثلاثة الآخرين بالتزامه السياسي في مواقفه وكتاباته الصحفية. في السطور الآتية سنحاول أن نتناول ريادة أحمد عمر بافقيه في تأسيس الصحافة الملتزمة لقضية الجنوب العربي في منتصف القرن الماضي، وذلك من خلال ما كتبه الباحث محمد أبوبكر باذيب في كتابه (السيد أحمد عمر بافقيه من رواد الصحافة العربية في القرن العشرين)، والذي سبق أن كرسنا له دراسة بعنوان (ظاهرة التقريظ في كتاب السيد أحمد عمر بافقيه من رواد الصحافة العربية في القرن العشرين)
Read More