هامش حول رواية موكا سيتي
مسعود عمشوش
(موكا سيتي) لسمير محمد رواية تاريخية تروي مسار (أو سيرة مشروب) قهوة البن في العالم حتى نهاية القرن السابع عشر الميلادي. وقد سعى الراوي إلى تصوير هذه السيرة بطريقتين؛ الأولى، في الجزء الأول من النص الروائي، الذي يتراجع فيه السرد، وذلك بواسطة الحوار؛ أولا الحوار بين الفتى اليافعي صابر الذي يعمل في ميناء المخا، في نهاية القرن السابع عشر، والهولندي مارك الذي يدير فرع شركة تجارية تقوم بشراء البن وتصديره إلى أوروبا، ووظف صابر في الشركة. ومن خلال هذا الحوار يقدم لنا مارك معلومات كثيرة عن كيفية انتشار البن في أوروبا ومقاهيها منذ مطلع القرن السابع عشر. ويتكون الجزء الثاني من تاريخ البن في ثنايا الحوار الذي يدور بين صابر والمتصوف طه الشاذلي إمام جامع الشاذلي في المخا، الذي يؤكد لصابر أن المتصوف علي بن عمر الشاذلي قد اكتشف طريقة تحضير قهوة البن في القرن الرابع عشر الميلادي، وأن شرب القهوة أصبح عادة بين المتصوفة، قبل أن ينتشر في مكة وتركيا ومصر.
وتتجسد الطريقة الثانية التي يستخدمها الراوي لتقديم سيرة البن في سرد عدد من الأحداث التي تدور في ميناء المخا وبيت الفقيه – التي يوجد بها أهم أسواق البن في ذلك الحين- والخوخة، وعلى ظهر (مركب بيرين) التابع لشركة الهند الشرقية الهولندية.
ورصد الراوي دون سبب واضح حادثة قيام الإمام بنقل أو تهجير اليهود من داخل أسوار صنعاء إلى قاعها. ويتضمن النص كذلك قصائد وحكايات لبعض الأئمة والزعماء والعلماء والسلاطين، مثل عفيف الدين اليافعى، وجوست فان دين فاندل الهولندى، والحاخام سالم الشبزى، والهولندى أدريان فاليريوس، ويحيى عمر اليافعى.
Comments are Closed