القبيلة الى أين؟

من المعلوم أن الانتقال من النظام العائلي (الإقطاعي) إلى النظام الرأسمالي اللبرالي البرجوازي في أوروبا قد تزامن مع صعود الفردية، أي اعتماد الفرد على إمكانياته (المادية والعلمية ….إلخ) وليس على (قبيلته) أو عائلته. وذلك منذ نهاية القرن الثامن عشر، وقبل ظهور منظري الأفكار اليسارية.
ومن المعلوم كذلك أن الفرد في النظام القبلي التقليدي يخضع كليا لإرادة القبيلة وأخلاقياتها بما في ذلك الانصياع التام لشيخ القبيلة أو الملك.
وفي اعتقادي – وهذا مجرد اعتقاد – أن العادات والقيم القبلية في اليمن بدأت تهتز – مثلما اهتزت في دول الخليج مع بداية الطفرة النفطية- وذلك بعد أن تمكن عدد كبير من أبناء القبائل الحصول على درجات علمية وتكديس رؤوس أموال طائلة لا يمكن تنميتها إلا في ظل نظام مدني ليبرالي برجوازي يتجاوز القبيلة ووصايتها العامة.
كما أن وصاية القبيلة وشيخها بات يحد من طموح الشباب (لا سيما الوصوليين) من أبناء القبيلة.
ومن هذا المنطلق أو الاعتقاد يمكن أن نستوعب خروج بعض الأبناء عن طوع آبائهم، واكتفاء بعض الآباء القبليين بمجرد التنكر المعلن من تصرفات أبنائهم.
وهو ما يتعارض – في اعتقادي- مع الأعراف القبلية التقليدية.
Comments are Closed