موقع ثقافي تعليمي

حلق الظل

ن. نهى الكازمي

أبحث عن روح جسدي، خباءٌ فارغ، صدى من الأصنام البالية،
وشم امرأة يصليني، استعباد ثقب أذني يذكرني بأني مقيدة!
هل يجب أن أكون ذات قرطٍ جميلة؟
أنجبت بنتاً، أنجبت بنتين، أنجبت أحلاماً، بدون ثقب قرط، بدون ألم.
أين الحلق! صاح السؤال. طار استهجان. زمجرت حروف من الأوثان؛ قالت: بصراحة لازم حلق! الحلق زينة! قلت: أو يجب أن ألبسهن حلق؟
في دهشة صاحت: ألم تثقبي أذنيها !!!

نظرت إلى ظلها الصغير يلعب بلا حلق. وعادت تنهرني. قلت: لا أريدها بقرة موشومة، أريدها امرأة بلا حلق، بلا نون. لا أريدها حبيسة الحلق، لسنا في زمن العبيد.
هكذا قررت عنهن .
وبعد عشرين عاما عادت عصافيري ضجرة، تحاكمنني؛ أمي أمي مابالك؟ أين الحلق أين ثقب أذني؟ سكتت أنا، وقهقه ظلي وقال: إنهن بنات الحلق! تلمست أذني، لمست ألم الحلق، آها.. ما أعتاه إله الجمال! ما أعتاه إله الحلق! عااااش قطيع الحلق!

Comments are Closed