دروس
now browsing by category
فن المسرحية وتوفيق الحكيم
توفيق الحكيم والمسرحية ونشاتها في الأدب العربي
(من مفردات مساق النثر العربي الحديث)
أولا: المسرحية المفهوم والنشأة
المسرحية جنس أدبي خيالي يعتمد التجسيد والتقديم المباشر (أو التمثيل)، وذلك بعكس الملحمة والرواية والقصة القصيرة التي تعتمد على السرد. حيث يقوم الممثلون بتصوير مواقف إنسانية مختلفة على خشبة المسرح وأمام الجمهور، معتمدين في الغالب على نصًّ مكتوب وبمساعدة مخرج. فبالإضافة إلى الشخصيات الخيالية والأحداث والصراع والحوار يعد الممثلون والمخرج والديكور والأزياء والإضاءة (وفي المسرحية القديمة الكورس) عناصر أساسية في أي مسرحية.
وقد نشأت المسرحية في الأدب اليوناني القديم عن الشعر الغنائي في صورتي الملهاة والمأساة . ويرجع أصل الملهاة إلى أناشيد المرح والسرور التي كان يرددها اليونانيين القدماء في أعياد الآلهة ، وذلك مثل آلهة الخصب والنماء والمرح ، ويقوم بالإنشاد في المهرجانات المقامة بمناسبة هذه الاحتفالات ما يسمى الجوقة أو الكورس .أما المأساة فتعد تطوراً لأشعار المديح ، وهي ذات طابع ديني ، وترجع أيضاً إلى أناشيد دينية غنائية تقوم بإنشادها جوقة تتغنى فيها بصفات بعض الآلهة ، ثم تدرجت فكانت تضيف إلى مدح الإله مدحاً لبعض الأبطال المعروفين . ولهذا السبب – عندما قام العرب بنقل كتاب ارسطو (فن الشعر) إلى العربية في العصر العباسي – ترجموا كلمة (مأساة أو تراجيديا tragedie) بـ قصيدة المديح، وترجموا كلمة (ملهاة أو كوميديا بـ comedie) بـ قصيدة الهجاء!!!
وقد بدأت بعض المسرحيات اليونانية بممثل واحد ، ثم بممثلين ، وبعد ذلك زاد عدد الممثلين إلى ثلاثة أو أكثر ، وعظم مع مر الأيام شأن المسرحية ، فالمأساة خطت خطوات واسعة على يد بعض الشعراء اليونانيين ، الذين أضفوا عليها الصفة الإنسانية ، وجعلوها أكثر تصويراً للعواطف والمشاعر الإنسانية .
وكذلك الأمر بالنسبة للملهاة ، فقد خطت خطوات واسعة ، وأصبح لها شعراؤها اليونانيين الذين برزوا في الأساليب المسرحية وفي الحوار المسرحي ، وأبرزوا الروح الفنية للعمل الدرامي ككل . Read More
الصوراتولوجية

من ميادين البحث في الأدب المقارن: الصوراتولوجية
أ.د. مسعود عمشوش
روّج الاتجاه الفرنسي في الأدب المقارن منذ وقت مبكر لمجال جديد من مجالات البحث في الأدب المقارن يُعنى بدراسة صورة الشعوب والبلدان في كتابات الآخر، وهو ما يسميه المقارنون اليوم: صورة الآخر الأجنبي أو”الصوراتولوجية”. ومما لا شكَّ فيه أنّ الصوراتولوجية، التي تتناول عدة مفاهيم مثل الآخرية والهوية والمثاقفة والاختراق الثقافي، تشكل اليوم ما أهم ميادين البحث حيوية في الأدب المقارن اليوم، كما أنها حقل يتداخل فيه عدد من العلوم الاجتماعية والإنسانية كالتأريخ والاجتماع والأنثروبولوجيا وكذلك السياسة. وإذا كان الباحث المقارن يستفيد بالضرورة من نتائج الباحثين في بقية التخصصات، فهو يعطي لدراسة صورة الآخر الأجنبي أبعاداً تؤكد على الطبيعة الأدبية لتخصصه. فبعكس الباحث السوسيولوجي الذي يمكن أن يسهم هو بنفسه في صياغة صورة الآخر من خلال قيامه ببعض الأبحاث الميدانية، يقوم الباحث المقارن بدراسة تحليلية لصورة الأجنبي وذلك من خلال قراءة عدد من النصوص الأدبية وغير الأدبية ألّفها أدباء ورحّالة ومفكرون وعلماء من مختلف التخصصات. وعلى الرغم من أنّ جزءاً من تلك النصوص، كالرواية والقصة القصيرة والحكاية، يقع صراحة في الفضاء الخيالي، فجميعها يدّعي في الغالب الدقة والموضوعية في التصوير. لذا فإنّ إحدى مهام الباحث المقارن تكمـن في التمييز بين الأبعاد الواقعية والأبعاد الخيالية السرابية لصورة الآخر الأجنبي التي يحتويها متنه، وفي إبراز الدور الذي قامت به الأحكام المسبقة في رسم ملامح تلك الصورة. Read More
إنهن قادمات قادمات!!

أنهن قادمات قادمات!!
(إلى روح التي رحلت منهن: رؤوفة حسن)


