موقع ثقافي تعليمي

مــقــالات

now browsing by category

 

الصورة عند فريا ستارك

الصورة في كتابات فريا ستارك

أ.د. مسعود عمشوش

ارتبط أدب الرحلات، الواقعي والخيالي، في أحد أبعاده، بالبحث عن الغرائبي، الخارق والعجيب. فجزء كبير من القيمة الفنية لكتابات ابن بطوطة أوماركو بولو، أولحكايات السندباد أو (الأوديسة) يكمن أساساً في تصويرها الدقيق للمناظر العجيبة التي شاهدها الرواة خلال سفرهم. ومنذ القرون الوسطى شرع بعض النسّاخين الفنانين – وليس المؤلفين- في تزيين الكتب برسوم تحاول التعبير عن محتوى النص. وفي القرن الثامن عشر أصبح للرسوم دور إيضاحي مهم في كثير من الكتب، لاسيما في دوائر المعارف. فمنذ ذلك الحين من النادر أن يُنشر كتاب له علاقة بأدب الرحلات لا يحتوي على بعض الرسوم. ولاشك أن الهدف من تلك الرسوم التي يقوم بها في الغالب فنانون لحساب دار النشر، والتي تسعى إلى تجسيد الجانب الغرائبي في النص وتقريبه من خيال القارئ، كان جذب أكبر عدد ممكن من القراء. ومع ذلك لم تكن تلك الرسوم قادرة على إقناع القارئ بصحة ما ينقله له الرحالة من مشاهد. فكثيراً ما شكك العلماء في الحقائق التي ضمنها الرحالة والمستكشفون كتبهم، وذلك لعدم وجود دليل ملموس يثبت أقوالهم. هكذا لم تحظى كتابات (فريده)، أول مستكشف أوروبي يصل إلى وادي حضرموت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، مثلاً، بأي مصداقية بين الأوساط العلمية في أوروبا. ولهذا كان للصورة (photograph) قيمة توثيقية مهمة في نصوص المستكشفين وكتب أدب الرحلات وذلك منذ انتشار فن التصوير في القرن التاسع عشر، أي حتى قبل أن تصبح الصورة منافسة فعلية للكلمة المكتوبة في كثير من وسائل الإعلام.

Read More

إيجابيات وسلبيات البناء الطيني وطرق تطويره

إيجابيات وسلبيات البناء الطيني وآفاق تطويره

مسعود عمشوش

خلال استعراضي للصور القديمة للمباني الطينية في مدن وادي حضرموت التي خلفها لنا عدد كبير من الرحالة الغربيين الذين زاروا حضرموت من عام 1892 وحتى عام 1960، لفت انتباهي اختفاء كثير من تلك المباني، أما لأنها تهدمت بسبب عوامل التعرية والإهمال، أو لأنها هـُدمت بسبب تجديد تخطيط المدن. ومن المؤكد أن أي مبنى، سواء كان من الطين أو الحجارة أو الاسمنت، يحتاج إلى صيانة دورية لكي يدوم ويقاوم الزمن وعوامل التعرية. إلا أن للطين – بصفته مادة للبناء – كثيرا من السلبيات التي لا يمكن لصقها بالحجارة أو الاسمنت. وقبل أن أورد أبرز سلبيات الطين وبعض المعالجات التي استخدمها (المعالمة) مهندسو البناء للحد من تلك السلبيات أقدم أولا بعض إيجابيات الطين بصفته مادة للبناء : Read More

عصر الصورة

عصر الصورة ج1

مسعود عمشوش

اليوم، في عصر الأقمار الاصطناعية، والفضائيات وآلات التصوير الرقمية، والهواتف النقالة، والانترنت، أصبحنا نعيش في عصر الصورة: الفوتوغرافية والمتحركة. فالصورة البصرية المرئية باتت تهيمن في مختلف وسائل التعليم والإعلام والصحافة، حتى المكتوبة منها. وسطوة الصورة المرئية أدى إلى تراجع الكلمة المكتوبة والمسموعة. وهذا طبعا يعكس البحث عن الفعالية وقوة التأثير؛ فعلميا: 30℅ من الناس يتذكرون ما يشاهدون و 10℅ فقط يتذكرون ما يقرؤون. Read More

فن المسرحية وتوفيق الحكيم

توفيق الحكيم والمسرحية ونشاتها في الأدب العربي

(من مفردات مساق النثر العربي الحديث)

أولا: المسرحية المفهوم والنشأة

المسرحية جنس أدبي خيالي يعتمد التجسيد والتقديم المباشر (أو التمثيل)، وذلك بعكس الملحمة والرواية والقصة القصيرة التي تعتمد على السرد. حيث يقوم الممثلون بتصوير مواقف إنسانية مختلفة على خشبة المسرح وأمام الجمهور، معتمدين في الغالب على نصًّ مكتوب وبمساعدة مخرج. فبالإضافة إلى الشخصيات الخيالية والأحداث والصراع والحوار يعد الممثلون والمخرج والديكور والأزياء والإضاءة (وفي المسرحية القديمة الكورس) عناصر أساسية في أي مسرحية.

وقد نشأت المسرحية في الأدب اليوناني القديم عن الشعر الغنائي في صورتي الملهاة والمأساة . ويرجع أصل الملهاة إلى أناشيد المرح والسرور التي كان يرددها اليونانيين القدماء في أعياد الآلهة ، وذلك مثل آلهة الخصب والنماء والمرح ، ويقوم بالإنشاد في المهرجانات المقامة بمناسبة هذه الاحتفالات ما يسمى الجوقة أو الكورس .أما المأساة فتعد تطوراً لأشعار المديح ، وهي ذات طابع ديني ، وترجع أيضاً إلى أناشيد دينية غنائية تقوم بإنشادها جوقة تتغنى فيها بصفات بعض الآلهة ، ثم تدرجت فكانت تضيف إلى مدح الإله مدحاً لبعض الأبطال المعروفين . ولهذا السبب – عندما قام العرب بنقل كتاب ارسطو (فن الشعر) إلى العربية في العصر العباسي – ترجموا كلمة (مأساة أو تراجيديا tragedie) بـ قصيدة المديح، وترجموا كلمة (ملهاة أو كوميديا بـ comedie) بـ قصيدة الهجاء!!!

وقد بدأت بعض المسرحيات اليونانية بممثل واحد ، ثم بممثلين ، وبعد ذلك زاد عدد الممثلين إلى ثلاثة أو أكثر ، وعظم مع مر الأيام شأن المسرحية ، فالمأساة خطت خطوات واسعة على يد بعض الشعراء اليونانيين ، الذين أضفوا عليها الصفة الإنسانية ، وجعلوها أكثر تصويراً للعواطف والمشاعر الإنسانية .

وكذلك الأمر بالنسبة للملهاة ، فقد خطت خطوات واسعة ، وأصبح لها شعراؤها اليونانيين الذين برزوا في الأساليب المسرحية وفي الحوار المسرحي ، وأبرزوا الروح الفنية للعمل الدرامي ككل . Read More