موقع ثقافي تعليمي

خــبــابــــير

now browsing by category

 

عدن في كتابات الفرنسيين

(من مقدمة الكتاب)

منذ بداية عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر، شرع الفرنسيون، مثل غيرهم من الأوروبيين، في السفر داخل القارة الأوروبية وخارجها. وقد اتجه جزء منهم غرباً صوب الأمريكتين. وفضّل بعضهم الإبحار في اتجاه الشرق، لاسيما إلى البلدان التي تطل على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط. ومنهم من واصل السفر في اتجاه الشرق الأقصى, ومن بين هؤلاء من توقف في عــدن. فعــدن، التي جاء ذكرها في الإنجيل، تحظى بمكانة خاصة في مخيلة الفرنسيين. وزاد من أهميتها موقعها في طريق التجارة بين الغرب والهند والصين. ولاشك أنّ احتدام الصراع الاستعماري بين فرنسا وبريطانيا في مطلع القرن التاسع عشر قد أكسب عدن أهمية أكبر؛ حتى أن الرحالة الفرنسي لويس سيمونان أطلق عليها: “جبل طارق البحر الأحمر”. كما أنّ عدن، بعد أن احتلها البريطانيون سنة 1839، صارت بالنسبة للرحالة والمستكشفين والمبشرين الفرنسيين نقطة انطلاق نحو الجزء الشرقي من القارة الأفريقية. Read More

عبد القادر الصبان بأقلام معاصريه

الأستاذ عبدالقادر الصبان بأقلام معاصريه

الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان من مواليد عام 1921م بمدينة سيئون. قرأ القرآن وهو في السابعة من عمره على يد الشيخ صالح الكلبي وتلقى من والده علوم الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو والصرف. برزت رغبته وهو في السابعة عشرة من عمره في دراسة التاريخ فواجه صداً من والده وكاد أن يستسلم لولا تدخل الشيخ سعيد عوض باوزير الذي نصح والده بان يترك ولده ورغبته، الا اذا رأى سيرته غير صحيحة، فانكب عبدالقادر الصبان على دراسة تاريخ حضرموت وتاريخ مصر والشام وتاريخ العراق وتاريخ السعودية وتاريخ الدول العربية الأخرى الا أنه تفرغ لكتابة تاريخ حضرموت وبلغت حصيلة كتاباته (80) كتاباً ( راجع الحوار الذي أجراه الزميل علوي بن سميط مع المؤرخ عبدالقادر الصبان ونشرته «الأيام» في 18 يناير 1998م). Read More

محمد بن هاشم رائد التحديث

محمد بن هاشم: رائد الدعوة إلى التحديث في حضرموت

(نسخة أولية)

 

 

أ.د. مسعود عمشوش

كلية الآداب جامعة عدن

 “ثلاثة نفر في هذا القطر الحضرمي سيُذكرون إذ يدبّج تاريخه الحديث كطليعة لقادة الفكر الجديد، وزعماء النهضة الإصلاحية، ودعاة انقلاب، انقلاب يشمل كافة مرافق الحياة، وينفخ الروح في هذا الجسد الذي افتقدها منذ مئات السنين، وعاش بعيدا عنها، في عالم غير عالمها، إن أمكن أن تكون لجسد من غير روح حياة، اللهم إذا جاز أن يُعد من الأحياء خلق عصمته الأقدار من الفناء بعد فراق روحه إلى دار البقاء. هذا النفر، أو هذه السلسلة الذهبية النيرة تبدأ بالسيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب، ثم بالسيد محمد بن عقيل، وأخيرا بالسيد محمد بن هاشم مؤلف تاريخ الدولة الكثيرية”.(1)

تمهيد

لن يستطيع أي دارس لتاريخ الهجرة الحضرمية أو الدولة الكثيرية أو الصحافة اليمنية أن يتجاوز اسم صاحب (رحلة إلى الثغرين) و(الدور الكافي أو الثروة الكافية) و(تاريخ الدولة الكثيرية). ورغم ذلك لا تزال نادرة جدا هي المعلومات عن الصحفي والمؤرخ والتربوي محمد بن هاشم بن طاهر العلوي: رائد الدعوة إلى التحديث ومحاربة الجمود في حضرموت. وقبل نحو عشر سنوات تحدثت مع الأستاذ عمر بن أحمد الشاطري حول ضرورة الكتابة عنه. وبينما ظللت أنا أتردد كتب الأستاذ عمر مقالة بعنوان (محمد بن هاشم شيخ الصحافة الحضرمية) ونشرها في صحيفة الأيام في مطلع هذا القرن. وفي عام 2005 قام الأستاذ محمد أبوبكر باذيب بنشر مجموعة من المقالات التي نشرها ابن هاشم في مجلة (الإخاء) التي صدرت في تريم بين سنتي 1938 و1940. وفي مقدمة الكتاب قام بنقل ما كتبه عبدالله أحمد السقاف عن ابن هشام في (تاريخ الشعراء الحضرميين)، وما كتبه عبد القادر الجنيد عنه في كتابه: (العقود الجاهزة في تراجم بعض الشخصيات البارزة). ولاشك أن الترجمة التي وضعها الباحث علي بن أنيس الكاف في مقدمة كتابه (مختارات من كتابات شيخ الصحافة الحضرمية الأستاذ محمد بن هاشم، 2008) تعد أفضل ما كتب عن ابن هاشم حتى اليوم. وفي خضم التحضيرات لفعاليات (تريم عاصمة للثقافة الإسلامية) اقترحت على عدد من الأفراد والمؤسسات تنظيم ندوة عن الأستاذ محمد بن هاشم. وللأسف لم يلق المقترح آذانا صاغية! Read More

بماذا تقدم الغربيون؟ للقمان

خطاب ما بعد الاستعمار وتجلياته في اليمن

أ‌. د. مسعود عمشوش

أ- خطاب ما بعد الاستعمار

من المعلوم أن الأدب المقارن قد سعى منذ نشأته في مطلع القرن التاسع عشر إلى دراسة العلاقات الأدبية والثقافية التي تربط مختلف الشعوب والأمم بعضها ببعض. إلا أن تحقيق ذلك الهدف ظل بعيد المنال بسبب تركيز المقارنين الأوائل على الآداب والقيم والثقافات الغربية. ومن الواضح أيضا أن معظم الدارسين والباحثين الغربيين، بمن فيهم المقارنون قد كرسوا في دراساتهم مركزية أوروبية غربية جعلت من بقية بقاع العالم “هوامش” تنحصر أهميتها في مساعدة المركز على إدراك هويته. وقد نجحت هذه العملية الإقصائية في تهميش العالم المستعمَر ثم “ما بعد المستعمَر”. وإذا كان بعض الباحثين المقارنين الغربيين- مثل رينه اتيامبل- قد دعا في مطلع السبعينات من القرن الماضي إلى ضرورة توسيع مجال المقارنة لتشمل آداب العالم كلها لاسيما آداب العالم الثالث والآداب الآسيوية فهم في الحقيقة لم يلتفتوا حينها إلى الآثار الثقافية التي تركتها ظاهرة الاستعمار والامبريالية في النصوص التي كتبها المستعمِرون والمستعمَرون. وفي منتصف السبعينات من القرن العشرين تناول إدوارد سعيد (1935-2003)، أستاذ الأدب المقارن والأدب الإنجليزي، ومؤلف كتاب (الاستشراق، 1978)، آثار الاستعمار الغربي في الثقافات الشرقية قبل استقلالها العسكري وبعده. وفي عام 1993 نشر كتابه (الثقافة والإمبريالية)، وتناول فيه مختلف العلاقات بين “المركز الغربي الحديث” وبقية أصقاع العالم الواقعة في ما وراء البحار. وإذا كان ادوارد سعيد قد سعى في كتابه الأول إلى فضح آليات الخطاب الاستشراقي وكيفية توظيفه لتبرير الاستعمار، فهو في كتابه الثاني تناول أيضا بعض الأخطاء التي ارتكبتها حركات التحرر في حق شعوبها وبلدانها الأصلية. لهذا يرى كثير من الباحثين في ادوارد سعيد أحد أبرز مؤسسي دراسات ”خطاب ما بعد الاستعمار”، التي مهدت لها كتابات الفرنسي المارتينيكي فرانز فانون. Read More