جيل السبعينيات ودوره في الحراك الأدبي الثقافي
في دراسة حول الريادة الثقافية والأدبية في الجنوب بينا أن مؤرخي مؤرخي الأدب ونقاده في بلادنا يجمعون على أن عدن وحضرموت كانتا سباقتين في مواكبة التطورات الأدبية في العالم والنهضة الأدبية في بعض أرجاء الوطن العربي، وذلك بفضل انفتاح أبنائها على ما يستجد في الخارج، وإتقانهم لبعض اللغات الأجنبية لاسيما الإنجليزية. فلنتذكر علي باكثير ومحمد بن هاشم وأحمد السقاف وحسن السقاف ومحمد علي لقمان ولطفي جعفر أمان وحمزة لقمان وأحمد محفوظ عمر وعبد الله باوزير وعلي باذيب وعبد الله فاضل. وبالنسبة لجيل السبعينيات -على المستوى الثقافي والأدبي- في بلادنا، فهو جيل أفرزته مرجعيات ومؤثرات دولية (منها بروز رواد شعراء التفعيلة أو الشعر الحر في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وروسيا، وثورة الشباب في مختلف أرجاء العالم في الستينيات)، وعربية، لعل أهمها انتصار حركات التحرر من الاستعمار والتوجه شرقا وتوسع حركة الترجمة لكبار الشعراء والروائيين الفرنسيين والبريطانيين والروس، ومحلية (كازدهار الصحافة في كل من عدن والمكلا وبروز المعارك الثقافية فيها).
وفي الفعالية التي نظمها منتدى الإبداع الثقافي عصر يوم الاثنين ١٠ يونيو ٢٠٢٤، أكد أربعة أدباء من رموز ذلك الجيل – الشعراء جنيد محمد الجنيد ومبارك سالمين وشوقي شفيق ونجيب مقبل- أنهم قد قرؤوا كثيرا للروكا ورامبو وسانت جون بيرس وماياكوفسكي والبياتي والسياب ومحمود درويش ونزار قباني، وسميح القاسم، وأدونيس وسعدي يوسف اللذين كانا يترددان على عدن.
وعلى الرغم من شح إمكانيات النشر في بلادنا فقد تمكن الشعراء الشباب في سبعينيات القرن الماضي من الوصول للقارئ العربي من خلال بعض المجلات العربية (الآداب البيروتية مثلا)، وكذلك نشر بعض الدواوين المشتركة التي تبنتها جمعية الأدباء الشباب حينذاك (إشراقات ١ وإشراقات٢).
كما أنهم يثمنون الدور الكبير الذي قامت به صحيفتا ١٤ أكتوبر والثوري ومجلتا الثقافة الجديدة والحكمة التي لم تتردد في نشر كتاباتهم المختلفة في صفحاتها.
وفي نهاية الفعالية دعا هؤلاء الأدباء الجيل الحالي من الأدباء الشباب إلى ضرورة التوسع في قراءة ما كتبه كبار الأدباء الأجانب والعرب والمحليين ليرتقوا بمستواهم الإبداعي.
Comments are Closed